اسرائيل تعرض هدايا زعماء العرب في المزاد العلني




الخبر الذي نشرته 'القدس العربي' عن المزاد العلني الذي سيقام في تل ابيب من اجل بيع الهدايا العربية لقادة الموساد الاسرائيلي، لم يستوقف احداً. كتب زهير اندراوس الحكاية من الناصرة، وفيها ما فيها من تفاصيل المهانة المستمرة. لكن يبدو ان لا احد يبالي، او ان هناك مشكلة كبرى اسمها القيم الاخلاقية.
لقد انتهت الاخلاق في السياسة العربية، ولم يعد احد يستحي. مئير دوغان، رئيس الموساد الاسرائيلي، يفخر بالسيوف العربية المرصعة والمذهبة، التي اهداه اياها زعماء العرب. يعرض السيوف في مكتبه بالقرب من تل ابيب، ولا يبالي.
والسيد دوغان يمتلك كل الحق في ان يحتقر من ارسل اليه الهدايا، التي ستباع في المزاد العلني التي تنظمه الحكومة الاسرائيلية، بعد ايام في تل ابيب. لماذا عليه ان يبالي، طالما لا كرامة ولا اخلاق في الجانب العربي.
ساعات اردنية وقطرية، سيجار كوهيبا، الكوبي الفاخر تلقاه اولمرت، آلة موسيقية ثمينة تلقاها شارون، ساعات مرصّعة ثمينة، والى آخره...
الفلسطينيون يموتون جوعا، بينما يتفنن القادة العرب، من الدول المعتدلة والممانعة، في اغداق الهدايا على الزعماء الاسرائيليين، وفي الانبطاح امامهم!
لا ادري لماذا؟ الا يعرفون ان الهدايا التي تُرسل الى المسؤولين الاسرائيليين، تعتبر ملكا للدولة، وان مصيرها المزاد العلني، الذي سيغرقهم في العار؟ ام انهم يعتقدون انهم يمارسون تقاليدهم في شراء الناس؟ وتزين لهم سذاجتهم ان هذا ممكن في كل حين؟ ام انهم يشترون رضى القاتل الاسرائيلي بالهدايا، بينما يتغرغرون بالكلام عن المقاومة والحقوق المشروعة؟

شكرا للسيد دوغان، لا لأنه يقود جهاز الاستخبارات الاسرائيلي ، بل لأنه يحتقر هذه الفئة من السياسيين العرب، التي لا تستأهل سوى الاحتقار.
لكن هناك مسألة حيرتني، واتمنى ان اجد لها جواباً، ما هي الآلة الموسيقية التي اهديت للجنرال شارون، ومن اهداها له؟هل اراد الزعيم العربي اراد ان يعلن انه مجرد جاهل وسفيه؟
المسألة تتعلق بغياب الرأي العام في بلادنا المنكوبة بالتلفزيونات الفضائية، التي لن تجرؤ محطة واحدة منها على نقل الخبر بالصوت والصورة. فالفضائيات العربية، صارت منابر اعلانية لا اعلامية، مهتمها ستر العورات لا كشف الحقائق.
اسرائيل تحتفل بهدايا العرب
اغلب الظن انه يراهن على محور الممانعة الذي يمتد من طهران الى دمشق مرورا بالدوحة. لكن كيف سيبررون الساعات القطرية المعروضة في المزاد الى جانب الساعات الأردنية؟ ام ان شهوة السلطة تعمي العين والعقل؟ ام ماذا؟
الانقسام الفلسطيني والتفكك والحصار، هي الهدية الكبرى المعروضة، ليس في مزاد تل ابيب، بل في مزاد التاريخ. لكن مشكلتها ان لا احد سوف يشتري. الساعات والسيوف سوف تباع بعد ايام، وسوف يشتريها اثرياء من اليهود، اما الانقسام الفلسطيني فلن يشتريه احد. الممولون من الجانبين يضحكون عليكم، يدفعون كي يستشري الانقسام، ثم سوف يتركونكم الى الانحلال.