هل اشتاق السعوديون للحكم الاتراك من خلال مُتابعة أيامهم الضائعة؟
كيف لدولة تدعي أنها مُحافظة وتزعم التدين تنهار من خلال مُسلسل هابط!
هل ستتحول الحروب الكونية القادمة لغزو ثقافي لميسي لتحتل العقول النخرة؟
هل اشتاق العرب الى قازوخ الاتراك الذي استخدمه ضد العرب لمدة خمسمائة عام ؟
يبدو أن الموضة أو الثقافة اللميسية قد أصبحت تنخر في عظم المجتمع ((السعودي)) البائس, وباتت تلك الموجة العاصفة من المُسلسلات التركية الرومانسية السخيفة تنخر عقليات السعوديين حتى أفقدتهم الرشد, ولم تُبقي منهم لا أميراً رزين ولا حتى غفير إلا وأنجر خلف تلك الموجة الدرامية التركية.
فكل السعوديون اليوم يحلمون في يقظتهم بـ لميس ويتخيلون ويتمنون لقاء نور ويتقاطرون زرافات على أراضي البلاد الطورانية التركية, التي حكمت العالم العربي والإسلامي يوماً ما باسم الاسلام , قول وليس فعلا لعل وعسى أن يُحالفهم الحظ فيحضوا بنظرة عابرة وضائعة من قبل بنات جلدة لميس ونور!!
ومن سخرية الأقدار أن الأتراك الذين قد شنوا يوماً ما معارك كر وفر وخاضوا مطاردات في لهيب الرمضاء مع بدو الصحراء الذين كانوا يقطعون طرق الحجيج, ويسلبون القوافل التجارية ثم يختفون بلمح البصر في فيافي الصحراء القاحلة, فأنهكتهم وكلفتهم تلك المواجهات!
ولو أدرك العصملي آنذاك سحر طلعة لميس وتأثير مُحيا نور على عقول وقلوب هؤلاء الأعراب في حينه, - آمان ربي آمان - لوصلت خيول جندرمتهم إلى عدن جنوباً وإلى أقاصي عمان شرقاً, دون أن تراق قطر دم واحدة!؟
لكن من سوء حظ الأتراك لم تتوفر لهم تقنية الاتصال الفضائي والبث المرئي وشبكة الانترنت وتقنية البلوتوث في حينه, بسبب تخلف الاترك في حينها فخسر الاتراك نفوذها الضعيف في تلك المناطق المُقفرة وذهب ولاء سكانها للإنجلوسكسون, ففشل الاتراك بكسب ولاء أعراب الصحراء؟
لأنهم لم يستخدموا السحر اللميسي القاهر, ولم يتخذوا من قوام نور الآسر لكي يُشغلوا قلوب هؤلاء القوم المُغرمين بالأحلام والذين أسرتهم المرأة التركية وأفقدتهم الصواب من خلال مسلسل تلفزيوني عابر!!
وتلك التجربة الدرامية التركية أو الثقافة اللميسية العابرة للقارات تُثبت أن ما يُسمى حالياً بمفهوم المُجتمع السعودي, أو ( قلعة التوحيد) مجازاً, هو مجتمع هش وفارغ يستخدم النفاق الديني ويتظاهر بالفضيلة ولا يتورع من استخدام التقية الشيعية في تعاملاته اليومية وفي علاقته مع الآخرين؟
فهو مُتدين في الظاهر فقط ويتلبس بلبوس الورع والحشمة والتقى والصلاح الزائف, وفي الحقيقة هو مُجتمع شهواني سطحي منخور من الداخل وركيك إلى أبعد الحدود لكنهُ يُظهر خلاف ما يُبطن, والدليل تلك المُسلسلات التركية الهابطة التي سلبت ألباب القوم وأسقطت عنهم ورقة التوت وكشفت عورة المُجتمع وفضحت عقدته اللميسية العاطفية المكبوتة. والقضية هنا لا تختص بفرد أو فئة أو شريحة مُعينة؟ بل الداء والمصيبة عامة وشاملة وجامعة مع الأسف, وتلك الثقافة اللميسية باتت تغزو عقول الجميع ابتداءً من ولاة الأمور السعوديين المزعومين, إلى أفراد الجيش والأمن والشرطة, حتى شرائح ما يُسمى بالنخبة من المُثقفين والإعلاميين والصحفيين والكتبة, ونزولاً إلى الممثلين والفنانين بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى نحوي ولغوي!
http://www.youtube.com/watch?v=U_MpLpB7Uqo&feature=channel_page
وصولاً إلى المواطن المقموع والمُضطهد الذي لم يجد أمامه من وسيلة للتعبير إلإ من خلال تفريغ شحنات الغضب عن طريق مُتابعة حلقات أيامه الضائعة والتعلق بـ نور ولميس!
حتى أصبح السعوديون مثاراً لسخرية وتندر الجالية التركية العاملة في السعودية, من حلاقين وبياعي شوارما وخلافه!؟
ملاحظة : - أن أكبر جالية تركية تعمل في الدول العربية هي الموجودة في السعودية ويتركز عملهم تحديداً في مهنتي الحلاقة و المطاعم -
حيث بات هؤلاء الحلاقين الأتراك يتململون ويتهكمون بنفس الوقت على أي سعودي يقصد صالوناتهم للحلاقة, من خلال كثرة أسئلة السعوديين اللحوحة والممجوجة عن آخر أخبار تلكما المُمثلتين التركيتين, ومن يدري فربما لو كان الصالون نسائياً؟
لوجدوا نفس الأسئلة السخيفة تتركز عن آخر أخبار وأعمال المُمثل التركي مهند أو حتى يحيى!
وغالباً ما ينتهي مُسلسل السخرية بهؤلاء السعادين من خلال إدعاء الحلاق أو صاحب مطعم الشوارما بمعرفته الشخصية سواء بـ لميس أو نور؟
وهنا تبدأ حلقات الأسئلة المُتتالية واللهفة العارمة والعروض المالية المُغرية, فيما لو استطاع هذا الحلاق التركي أن يُرتب لهم لقاء ودياً مع محبوبة الجماهير السعودية لميس أو زميلتها نور!
ولأن الصراع بات على أشده بين السعوديين للحصول على فرصة أو الحظوة ولو بلقطة صورة عابرة أو تصوير مشهد درامي سطحي مع لميس أو نور , سواء من خلال نشرة نساء عثمان العمير في إيلاف أو عن طريق صحيفة خضراء الدمن الخاصة بسلمان بن عبد العزيز, أو عبر قنوات الجوهرة بنت إبراهيم في مجموعة الـ MBC صاحبة قصب السبق في تصدير الثقافة اللميسية للمزرعة السعودية الغناء.
فأصبح هوس التعرف وحلم التقرب والاتصال والتصوير مع المُمثلتين التركيتين ( تويا باياكوستون = لميس ) وزميلتها ( صونجول أودان = نور ), حلم العمر بالنسبة لكل سعودي في هذا الزمن اللميسي الأغبر!
ولم يقتصر الأمر على تعلق جمهور العامة بتلك المُسلسلات الرومانسية الهابطة, خصوصاً من قبل الشرائح الحالمة, بل تخطاه الأمر إلى محاولة شركة إنتاجية سعودية, ما برحت منذ عدة أشهر وهي تتوسل بالمُمثلتين التركيتين في سبيل أن يخرجا في مُسلسلهما التافه الذي سيُعرض في شهر رمضان, ومن خلال مشاهد معدودة ومبالغ كبيرة, فقط لُيرضيا غرورهما وبنفس الوقت يُُثبتا لكل - سعودي أصيل - أنهما وصلا لحمى ومضارب ملكة القلوب السعودية لميس وقرينتها نور, !؟
يا لهُ من نصر سعودي عظيم وفتح مؤزر يُضاهي بل ويتفوق احتلال محمد الفاتح للقسطنطينية وبقية تخومها!
فهللوا يا عرب وكبروا يا مٌسلمين هاهم السعوديون يطرقون أبواب لميس ونور وقد فتحوا أبواب المسجد الأقصى من خلال المُسلسل السعودي بيني وبينك!!
فقد جاء في خبر لصحيفة سعودية :
(( صـرح حسن عسيري أن قيمة التعاقد مع الفنانة التركية تـوبـا باياكـوسـتون المعـروفة في مسلـسـلها الشـهير "سنـوات الضيـاع" بـ"لميس" هو 60 ألف دولار, بينـما نـالـت صـونجول أودان المـعـروفة بـ"نور" مبلغ 35 ألف دولار وذلك نظير مشاركتهما في الجزء الثالث من المسـلسل الكـوميـدي "بيني وبيـنك" الـذي من المقرر عرضـه في رمضـان المقـبل على قناة mbc1 )).
فنزف البشرى لجميع المُسلمين في أرجاء المعمورة فقد أنهى طاقم المسلسل السعودي مشاهد تصوير العمل في تركيا بمـشاركة الممثلتين التركيتين, ومن خلال مجموعة من الأحداث السطحية التافهة وغير الواقعية, من خلال ظهور المنتج والممثل حسن عسيري وزميله الآخر فايز المالكي وهما يتزوجان الممثلتين التركيتين في المُسلسل ليرضيا عقدة النقص لديهما, ولكي يُثبتا لباقي قطيع السعادين أنهما حققا ما يلم يستطع أن يُحققه أي سعودي آخر, وذلك من خلال زواجهما الدرامي بلميس ونور!
الغريبة أن المُنتج والمُمثل السعودي حسن عسيري لم يطلب من المُمثل التركي مهند ليُشاركهم في المُسلسل؟
فقط استمات ودفع الآلاف من الدولارات في جلب المُمثلات التركيات!؟
فآل سعود ومشايخهم وإعلامهم ومُثقفيهم وكتبتهم وحتى ممثليهم العرة مشغولين ومنشغلين بكيفية ظهور الخانم لميس وزميلتها نور على مُسامي المزرعة السعودية في شهر رمضان المُبارك!؟
ولم تشغلهم قط أحوال والظروف المعيشية الصعبة لأطفال وأهالي غزة المُجوعين والمُحاصرين المنكوبين, وكيف سيقضون هذا الشهر الكريم بدون مؤونة أو زاد أو ملابس العيد لأطفالهم!؟
فتلك الشعوب المُغيبة التي تعلقت عقولها بنور ولميس, قطعاً لن تبقي مكاناً في قلوبهم ليرحموا إخوانهم وأشقائهم في غزة أو غير غزة.
فهل أخطأ إخواننا في غزة عندما اتخذوا طريق المُقاومة سبيلاً لتحرير الأرض, ولم يسلكوا طريق الدراما التلفزيونية وينتجوا مُسلسلات من على شاكلة الأيام الضائعة؟
وهل ستحتاج أمريكا وغيرها من الدول العظمى بعد الآن لأن تحشد الجيوش وترسل البارجات وحاملات الطائرات لتغزو البلدان العربية والإسلامية عسكرياً وهي مُنهارة درامياً!؟
وإذا كانت أمريكا تعجرفت في السابق وأرسلت مُجنداتها الشقراوات لتحمي عروش وكروش آل سعود وبقية الخليج, فما على واشنطن الآن إلا أن تنتج مُسلسلات خليعة مُغرية تبرز فيها مفاتن شقراواتها, على شاكلة نور ولميس وحينها ستخر الرؤوس صاغرة أمام أقدام شقراوات دون أن تُسفك الدماء.
لأن الحروب القادمة لن تكون حروب دموية بل ستكون غزوات درامية وإحتلالات لميسية في ظل وجود حكام سفلة من شاكلة آل سعود, ومن خلال رضوخ تلك الشعوب العاجزة والفارغة الهزيلة, التي تقبل أن تتجرع تلك السموم بكل أريحية!
فاليوم هو يوم لميس ونور وغداً سيكون يوم مهند ويحيى, ولا حياء في فن الدراما حسب مفهم الدين السعودي الجديد. وسارعي للمجد والعلياء *** دولـة مليئـة بالغبـاء.